التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ابتسم انت في الالا لاند


في يوم من الأيام كنت من احدى ساكني الالا لاند و كنت عايشة راضية، مبسوطة و سعيدة جداَ و الله ... بدأت الاحظ اني مختلفة عن اللي حواليا و اللي زيي مش كتير و ان ساكني الالا لاند بيتم معاملتهم معاملة مش ولابد، لامؤاخذة ( معاملة اطفال ) و ده ليه؟

ببساطة لان ساكني الالا لاند لما تكون بتتكلم معاهم في موضوع ما وتدخلهم في تفاصيل كتيرة طويلة ومش مهمة بتلاقيهم فصلوا منك خالص و بتجيلهم حالة اسمها ال( details phobia ) فوبيا التفاصيل، على طول  بتشتغل في ودانهم أغنية ( La Vie en Rose) وبتطلعلهم جناحات و بيطيروا في سماء الالا لاند مع العصافير و السما الزرقا حواليهم في كل مكان و من تحتهم البحر و ده في نفس ذات اللحظة اللي انت ماسك فيها ودانهم و عمال تلت و تعجن في نفس الموضوع ... هما ظاهرياً باصينلك و عينهم في عينك و لكن فعلياً هما في مكان تاني أحلى بكتير. المشكلة هنا ايه؟

 لما تحب تراجع مع مواطن لالا لاندي المنهج و تقوله: فاكر الموضوع الفلاني اللي حكيتهولك من 5 دقايق ؟، تلاقيه قلب أمه في عينيه علامات استفهام و طبعا مش فاكر أي حاجة لانه كان بيتفسح و انت بتحكي و يقولك ايوه ايوه لما كنت ا........ و بعدين ا....... وهنا بيعتمد المواطن الالا لاندي على انك بتكمل النقط بس المهم انه يحاول يحافظ على هويته السرية و ميتكشفش و متعرفش انه من الالا لاند بس للاسف بعد كام موقف من دول بنتعرف و تبدأ الناس تتهامس من حولك و يفضل الكلام يتنقل بين الناس و بعضها لحد ما تقابل حد يقولهالك في وشك " يا عم ... انت في الالا لاند ".


و الحقيقة بعد ما الناس عرفت اني من الالا لاند، اخدت قرار اني اسيب الالا لاند خالص و اخرج لل ( Real land) ... خدوني معاكم 👀 و في ليلة حزينة ممطرة وضبت اغراضي و جمعت اشيائي الحبيباتي و حزمت حقائبي وودعت الالا لاند وبالفعل خرجت من الارض الفاضلة تاركة ورائي القليل من البشر الالا لانديين السعداء الحالمين، على امل اني اكون أكثر واقعية و اهتمام ووعي بكل الأشياء و اني اكون ملمة بمواعيد و التزامات و ارقام و مناسبات و افراح و احزان البشر اللي انا عايشة معاهم و اللي مش عايشة معاهم، و لأول مرة اركز تماما في كل تفاصيل موضوع احدى الصديقات؛ كل تفصيلة حرفياً عشان لما تحب تراجع معايا الموضوع ... اجاوب صح، بس هو دايماً حظي كده من زمان الدرس اللي بذاكره مبيجيش منه في الامتحان و مسألتنيش في الموضوع ده و فضلت محتفظة بكل التفاصيل، و تفاصيلي مع تفاصيلها مع تفاصيل الجيران شكلت عقدة؛ و عقدة مع عقدة الموضوع كلكع مني خالص و مش عارفة أفك ازاي ... ما انا سيبت الالا لاند خلاص.
و بالفعل اصبحت بحتفظ بكل التفاصيل (الصغيرة و الكبيرة ) و الالتزامات ( العاجلة و المؤجلة ) و كل المواعيد ( المهمة و المش مهمة ) و كل الأرقام ( الصغيرة و الكبيرة ) و كل المناسبات ( السعيدة و الجزينة ) وفي الفترة دي كنت مضغوطة و عصبية و مجهدة و لما بنام بكمل تفكير في كل الاحداث و براجع التفاصيل المختزنة بداخلي، لحد اما النور قطع!
 لكن لما رجع تاني، السيستم هنج و سقطت كل حاجة، مهو مش طبيعي تفضل مركز طول الوقت في كل حاجة! أو يمكن في ناس بتعرف تعمل كده ... بسم الله ما شاء الله والحمد لله اني مش منهم، لانه اكيد بيكون على حساب حاجات تانية، يعني مثلاً عندي واحدة صاحبتي كانت فاكرة بلوزة انا كنت لابسها من سبع سنين لكن ناسية حاجات مهمة اخدتها في كورس ... خزنت البلوزة بتاعتي في ذاكرتها ونسيت معلومات دفعت فيها فلوس و تعبت وامتحنت فيها!
ما علينا، و زي ما توقعتم كده بالظبط ... قررت ارجع تاني الالا لاند، و الجميل في الالا لاند انها دايماً فاتحة ابوابها لكل الناس في اي وقت و من غير ما تكلف نفسك أي حاجة... كل اللي عليك تعمله انك تاخد القرار و بس؛ تاخد قرار انك تشيل الفيشة و تفصل و تبطل تركز في كل التفاصيل .. ركز في المهم وبس و لو انت شخص مستاء من صديقك اللي عايش في الالا لاند ... فنصيحة: *ركز في الحديث معاه على اهم الأنباء و بلاش استرسال في تفاصيل كتيرة مش مفيدة، بننام منكم و الله و خلي الحديث متبادل هات و خد عشان تحافظ على تركيزه معاك، بلاش تمسك المايك لوحدك.
اما بالنسبة لنا معشر الالا لانديين فلا تسعى لتغيير هويتك و خليك صريح و انت بتعرف نفسك، قولهم  من الأول " انا بلح".


  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علي رأي المثل ( قصف جبهة )

نعم لقد قررت أن أقصف جبهة بعض الأمثال الشعبية المغلوطة ، المحبطة ، الفاسدة والتي أثرت سلبا علي ثقافة أجيال و أجيال ، ضاربة بعرض الحائط حفنة من العادات والتقاليد المتوارثة والتي رغبت كثيرا أن أتخلي عنها و أحطمها تماما كما أرجو من المتلقي إعمال عقله في بعض الأمثلة الشعبية المترسخة في أذهاننا منذ الأذل والتي سوف أطرحها ؛ . . . الموقف الأول : راجل يقرر إنه يهزر مع مراته ويفرسها شوية فيقولها ( أنا هتجوز عليكي ) أكاد أُجزم إن كل واحدة الرد جاهز في دماغها ، مترسخ ومستحضراه تماما و من التراث ؛ فتقوله هتت .... ايه ؟ ، قال علي رأي المثل : ( اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور ).... أرجوعزيزتي الزوجة بعد إستخدامك لهذا المثل ؛ ألا تغضبي حينما يقول لكي الزوج : إعمليلي كوباية شاي يا (قرعة) أو يدخل من الشغل ويقولك : ها عملتلنا ايه النهاردة علي الغدا يا (قرعة) أو مثلا في عيد ميلادك يكتبلك علي التورتة ( بحبك يا قرعة ) . أعذريني الحق عليكي لأنك سمعتي كلام ( القرعة ) اللي إخترعت المثل ، غير منطقي إن واحدة تُطلق هذا المثل ويظل لسنوات تستحضره كل بنات حواء في ...

عايزة ورد يا إبراهيم !

أول جملة قالتها يسرية لما بدأت المصارحة بينها وبين إبراهيم "عايزة ورد يا إبراهيم!"، لكن إبراهيم كان غير مستوعب؛ يعني هي دي أكبرمشاكلها؟ ليه إبراهيم مبيفكرش يشتري ورد؟! السؤال ده خلاني أذهب في جولة داخل عقول بعض الرجال، يمكن أفهم   ليه؟ مش  فاضي!..، عندي شغل!..، مش متجاهل لكن بنسى!..، مش بيخطر علي بالي!..، ما الحياة ماشية؛ فين المشكلة!..، هي إتعودت علي كده!..، همشي  بالورد إزاي؛ هيقولوا عليا ملزق!..، مكسل!..، ورد إيه إنتي عارفة كيلو الخيار بكااااااااااام! ما إنتوا مش حاسين بحاجة،، وطبعاً أول ما تسمع الكلمتين دول من حد لازم تسيبوا وتجري على طول لأن الشتيمة جاية في السكة............... ما علينا:( الله يسامحك يا عم، مُشكريييييين )،..  في كمان الواثق من نفسه ويقولك: مين قال مش بشتري ورد؛ طبعاً بشتري في "الفلانتين"! طب متكمل جميلك وأشتري ورد في وقت غير متوقع، لكن على العموم كتر خيرك مش هنقدر نقول إنك مش بتشتري ورد،..  و في   الراجل العاشق؛ اللي ممكن يغرق حبيبته بالورود بس بمُجرد ما إتجوزوا خلاص كل سنة وانتم طيبين ...  نسي مكان محل ...

طرف ثالث " أغنية مسافر" برنامج "الفرنجة"

كتير أوي سألت نفسي إيه الهدف من برنامج "الفرنجة" يعني المُقارنة اللي بتحصل في البرنامج بين مصر و غيرها هدفها ايه؛ يعني تحس إنك عايز تسيب البلد و تهاجر لما تتفرج على أوروبا و الدول المتقدمة وبعدها يلحقوك بتتر النهاية   و هي أغنية "مسافر" لعدوية وأبو واللي كلها شجن و حنين للبلد فتقول لأ خلاص أنا قاعد مش هسيب البلد. بمناسبة تتر النهاية، كل مرة بسمعه بتأثر صحيح لكن بحس إن في حاجة غلط يعني مثلاً ردود (أبو) كانت عايزة تبقى أقوى من كده شوية، خاصة إن حُجة (عدوية) كانت ضعيفة أوي، وإن كنت إلتمست ل(أبو) العذر لأنه مراعي فرق السن بينه و بين (عدوية) فمكنش عايز يقرص عليه و يكسفه فقررت إني أكون طرف ثالث و أعلق و أرُد بطريقتي. تتر( برنامج الفرنجة) للفنان أبو و الفنان أحمد عدوية: أبو: "هلم الهدوم والهموم واللعب.... أنا: ثانيه واحدة ليه الهموم مع الهدوم، خد الهدوم وسيبلنا إحنا الهموم، يلا توكل على الله.... إستنه خد اللعب كمان يا عيل. أبو: ..... و صورة حبيبتي اللي بين الكتب و هكتب لصاحبي اللي سافر جواب و أقوله حبيبك و صحبك تعب و قرر يسافر". عدوية: تسا...