عندما فاضت روحها إلى الكريم؛ رأت ما لم يُدركه عقلها ولن يخطُر علي أفكارها، رأت حقيقة مُؤكدة، مُغلفة بحِفنة من الهلاوس السمعية والبصرية؛ ف البِداية كانت ضياء مُشع، مُتوهج علي بُعد آلاف الأميال؛ ظنت أنه أحد الكواكب أو النجوم، ولكنه بدأ يتحرك ويقترب من الأرض في سرعة مُخيفة، غير مُتوقعة؛ يُصاحبه دوي صاخب يُشبه دوي صخب طائرة حربية إخترقت مجال الصوت، لم يَلبث أن يرتفع الصوت أكثر فأكثر وسرعة إقتراب هذا (الشيء) من الأرض جُنوني، شاذ وغير مسبوق، حتى تسلل إلى قلبها رعب و ذعر و صدمة من ظاهرة غريبة، و شيء مجهول....لم تكن سوى لحظات حتي إِصطدم بالأرض فزلزلها زلزلة عظيمة وأشعل النيران بكل مكان، فأخذت تركُض وتركُض في أنحاء بيتها الصغير لا تدري ماذا تفعل أو بمن تستغيث؟، فمِن شُرفة المنزل راقبت تصادم جسم عملاق مشتعل بالأرض مُحدثاً هزة أرضية قوية وإشتعال نار عظيمة في المحيط، كان ذلك على بُعد عشرات الأمتار من المنزل ولا تزال ماهية هذا الشئ غامضة وغير واضحة!؛ فربما هذا ما يُسمونه "نيزك" لا تَدري، ولكن الغريب في الأمر أنها لم ترى أحد يستغيث أو يصرخ من الجيران أو حتي من أهل البيت سواها...هي فقط المذعورة، التائهة، الضعيفة والهالكة لا محالة، وكأن كل هذه الثورة الكونية تستهدفها هي دون غَيرِها، ولم يكن يَرضى هذا "الضيف" القادم في صورة "جحيم" أن يَحضر بمفرده بل و اصطحب معه أصدقاءه في هذه الرحلة إلي الأرض، فأخذت السماء تُرسل المزيد فيهبِط كُلاً منهم بشكل مُخيف ليُدمر شئ ما ويُضرم به نيران عظيمة و في كل مرة كانت تسقُط فيها تلك المخلوقات في مكان ما؛ كانت تشعُر و كأن روحها تُغادر وترحل، و كم كانت تتمنى ذلك من كل قلبها، تُفضل أن تتنتقل للبرزخ مرة واحدة، على أن تهلك في لحظات من الرُعب ألف مرة،
لكن لا تزال بداخلها روح تشعُر و تُدرك كل ما يدور حولها، تشعر بالثورة الأرضية، بالنيران، بالهلع، بالهلاك يقترب منها،
كانت تري الجحيم وتعيشه في كل شئ حولها مُشتعل بالنيران، في كل هزة أرضية عنيفة وفي
كل صوت يتوعد لها الهلاك .... في هذه اللحظة؛ فكرت في أنه ربما ذلك هو "يوم
الوعيد"، "يوم الحق"...! حتي وإن لم يكن هناك أحد سواها يجري ويبكي
ويصرخ، فالعالم ينهار حولها وكل شئ يُدمر و يتلاشى؛ فبالتأكيد هو يوم
"قيامتها".
للحظات بدأت تسترجع حياتها بكل ما فيها من
أحداث، لتُدرك أنها لا تُريد المُغادرة، ليس الآن، كيف أواجه رب كريم، أمهلني
ياربي، إرجعني أعمل عملاً صالحاً، يا ليتني قدمتُ لحياتي، لكن للأسف لقد آن
الأوان. ..
إصطدم زائر من الغُزاة بمنزلها فبدأ بيتها ينهار كل جِدار فيه واحداً تلو الآخر وهي تجري وتحاول الهرب من النيران والهلاك و من غُرفة لآخرى؛ حتى وصلت لأخر رُكن أمن في المنزل وقفت قبل أن تشتعل فيه النيران و تناولت الهاتف لتُحدث أُمها للمرة الأخيرة وتقول "الوداع يا أُمي، أشوفك في الأخرة"، لم تسمع أي إستجابة لمحادثتها ثم تُغمض عينيها حتي لا ترى النهاية، فتنقطع رحلتها بعالم ما بين البرزخ والدنيا،،،
بضربات قلب سريعة ونفس غير منتظم تفتح عينيها لتجد نفسها آمنة، دافئة في فراشها، مُستقرة ظاهرياً ...ولكن بداخلها ثورة هائلة، لا تزال ترتجف، مُزلزلة، مَصدومة، تنظُر حولها فتحمد الله أنها لا تزال تمتلك فُرصة لتحيا مرة أُخرى، لا تزال على قيد الحياة وأن كل ما عاشته كان كابوس؛ فبرغم قسوة هذا الكابوس إلا أنه رسم جُزء من صورة تفتقد الكثير من التفاصيل المجهولة، حقيقي أننا سوف نبلُغ يوماً ما النهاية ولكن لا تزال عقولنا غير مُدركة ماهية المشهد الأخير وأي كواليس تخيلناها لهذا المشهد لا تُمثل سوى جُزء من حقيقة لا يعلمها إلا الملك،........ثُم قامت تلملم شِتات نفسها وهي تستغفر و تستعيذ بالله مما رأته و تعقد العزم ألا تنسى ما رأته ولا تتهاون في فروضها وواجباتها، فربما كانت هذه رؤية تحذيرية أو ربما أوشك رصيدها على النفاذ، أياً ما كان .... هَول ما عاشته من أحداث إنطبع بداخلها و إستقر في قلبها تتذكره بين الحين و الآخر فتتوب وتستغفر و تستعيذ بالله من أهَوال يومٍ عظيم ومن يدري؛ فرُبما كان هدف الكابوس من البداية هو "التذكِرة".
إصطدم زائر من الغُزاة بمنزلها فبدأ بيتها ينهار كل جِدار فيه واحداً تلو الآخر وهي تجري وتحاول الهرب من النيران والهلاك و من غُرفة لآخرى؛ حتى وصلت لأخر رُكن أمن في المنزل وقفت قبل أن تشتعل فيه النيران و تناولت الهاتف لتُحدث أُمها للمرة الأخيرة وتقول "الوداع يا أُمي، أشوفك في الأخرة"، لم تسمع أي إستجابة لمحادثتها ثم تُغمض عينيها حتي لا ترى النهاية، فتنقطع رحلتها بعالم ما بين البرزخ والدنيا،،،
بضربات قلب سريعة ونفس غير منتظم تفتح عينيها لتجد نفسها آمنة، دافئة في فراشها، مُستقرة ظاهرياً ...ولكن بداخلها ثورة هائلة، لا تزال ترتجف، مُزلزلة، مَصدومة، تنظُر حولها فتحمد الله أنها لا تزال تمتلك فُرصة لتحيا مرة أُخرى، لا تزال على قيد الحياة وأن كل ما عاشته كان كابوس؛ فبرغم قسوة هذا الكابوس إلا أنه رسم جُزء من صورة تفتقد الكثير من التفاصيل المجهولة، حقيقي أننا سوف نبلُغ يوماً ما النهاية ولكن لا تزال عقولنا غير مُدركة ماهية المشهد الأخير وأي كواليس تخيلناها لهذا المشهد لا تُمثل سوى جُزء من حقيقة لا يعلمها إلا الملك،........ثُم قامت تلملم شِتات نفسها وهي تستغفر و تستعيذ بالله مما رأته و تعقد العزم ألا تنسى ما رأته ولا تتهاون في فروضها وواجباتها، فربما كانت هذه رؤية تحذيرية أو ربما أوشك رصيدها على النفاذ، أياً ما كان .... هَول ما عاشته من أحداث إنطبع بداخلها و إستقر في قلبها تتذكره بين الحين و الآخر فتتوب وتستغفر و تستعيذ بالله من أهَوال يومٍ عظيم ومن يدري؛ فرُبما كان هدف الكابوس من البداية هو "التذكِرة".
تعليقات
إرسال تعليق