إنه في يوم " ما " والموافق ميلاد " بني آدم " تحرر
هذا العقد بين كلاً من السيد " المخ " والمقيم في هذا الجسد ك(طرف أول)
والسيد " بني آدم "والمقيم في نفس الجسد ك(طرف ثان) حيث يتنازل الطرف
الأول (المخ) عن نفسه وينقل ملكيته للطرف الثاني (البني آدم) علي أن يعمل " البني
آدم "علي تطوير هذا المخ وتزويده بكافة الإمكانات من مهارات، لغات، ثقافات، بالإضافة إلي منظومة القيم والأخلاق التي تشكل منطقه في التفكير؛ وفي
المقابل يقوم "المخ" بكافة أعمال الصيانة الدورية والمنتظمة لجميع
أعضاء، خلايا، وأنسجة هذا البدن .
·
بند الشروط الجزائية:
يحق للمخ في حالة تقصير البني آدم في حقه عن
طريق شحذه بأفكار سلبية أو تعريضه لضغوط فكرية شديدة أن يقوم المخ بدوره في
التقصير في كفاءة صيانة أحد الأعضاء أو التهاون في جودة الصيانات الدورية للخلايا،
مما يؤدي في بعض الحالات إلي تلف خلايا
معينة أوربما سرطنتها، كما يمكن أن يكون هناك إنذار من المخ إلى البني آدم في صورة ألم، صداع،
إرتفاع ضغط دم، إلتهاب أعصاب، تنميل في بعض الأطراف أو إضطراب في حركة الأمعاء؛ فيحق لل "مخ"
التنفيس عن هذه الضغوط التي تراكمت بداخله بأي شكل وفي أي صورة .
توقيع طرف أول :السيد ( مخ)
توقيع طرف ثان : السيد ( بني آدم )
وهكذا تم إبرام هذا العقد مع هبوط الروح
وإستقرارها داخل الجسد، مع أول ( واء)، مع أول نفس، مع خروج بني آدم للحياة؛ فعمر
هذا العقد قديم قدم عمر الإنسان ولكن يعاد نسخه مع كل نسخة لبني آدم.
من الناحية العلمية ....فعلياً يقوم المخ بتجديد معظم خلايا
جسدك بشكل منتظم حسب دورة كل عضو فمثلا خلايا الكبد : تتجدد مرة كل 300 إلي 500
يوم، خلايا العمود الفقري : مرة كل ستة أشهر، خلايا الجلد : مرة كل شهر وهكذا معظم
خلايا الجسد وبذلك تحصل سنوياً علي بني آدم جديد بنسبة كبيرة .
المخ: تشرفت بالعمل معاك الفترة اللي فاتت ولكن إنت عارف نظامنا، أنا وظفت
خلايا جديدة.
خلايا الجلد القديمة : أيوة يا فندم لكن أنا بقالي 30 يوم بس وعندي طموحات
إني أكون تجاعيد و....... فيقاطعه المخ؛
تجاعيد !! إنت عارف الجسد اللي إنت شغال فيه ده ..عنده كام سنه ؟! ، وليد
عنده 20 سنة وبيستحمى كل يوم وده معناه انك فقدت معظم ال crew بتاعك.
خلايا الجلد القديمة : يعني مفيش أمل ؟
المخ : أنا رأيي إنك تتحلل من نفسك في هدوء ... أحسن ما نعمل شوشرة.
فتقوم خلايا الجلد القديمة بإنفجارتتحدث
عنه خلايا الجسد كله .
خلايا الجلد الجديدة : أنا سعيدة جداً بالعمل مع حضرتك يا فندم وعندي
إقتراحات إننا نزود الميلانين في الشعر؛
تاريخ الولد بيزود إحتمالية إصابته بالصلع وراثياً غير كمان ... فيقاطعها المخ ؛
وفري كلامك، أشوفك بعد 30 يوم .
وعليه يمارس هذا الحارس الأمين " المخ " وطيفته علي أكمل وجه فهو
يفجر نواة قلب كل خلية قديمة إنتهى وقتها ويبدلها بخلية جديدة نوفي* وبيسلمك
جسدك تشطيب هاي سوبر لوكس بشكل شبه سنوي .
لكن بالرغم من تجديد معظم خلايا جسدك إلا إن خلايا مخك لا تتجدد ولا يتم
إحلالها بخلايا جديدة؛ كلام علمي بحت لكن فكر كده...إنت بأفكارك، بمعتقداتك، بخبراتك،
بمواقف حياتك، بسلاطاتك "
متغيرتش" من سنة فاتت !
هل مخك زي ما هو؟ إذا كنت معتقد إنك نفس البني آدم لأنك بتعكس ظروف
حياتك التي لم تتغير فإعذرني هذا تغيير في حد ذاته في أفكارك !
لانه معنى أن ترى حياتك كما هي وظروفك كما هي بلا تطوير أو تغيير فأنت بذلك
طورت أفكارك وشحذت ذهنك ولكن بأفكار سلبية؛ بمعني أن تفكيرك تطور لكن بشكل سلبي
ومُحبط لأنه لا يمكن أن يكون هناك إنسان أوجده الله في هذا الكون لا يطمح في
التغييرو التطوير، فما المغذي من حياتك وأنت تعيشها دون تغيير .
بالتأكيد إذا مررت بمواقف وأحداث وتحديات مؤلمة، حزينة أكثر من الأحداث
المبهجة والسعيدة في هذا العام فأنت إما منحتك هذه الأحداث قوة، صلابة، صمود،
مقاومة ومناعة لأحداث لازلت بصدد مواجهتها أو أضعفت مناعتك وأنهكت قواك ضد
التحديات والمواقف المستقبلية . فمسؤلية تجديد خلايا مخك هي مسؤليتك الشخصية، فهي
تحدث تلقائياً ولكن بشكل سلبي أو إيجابي،
ولاتنسى العقد الذي وقعته منذ قديم الأزل مع مخك؛ فالشرط الجزائي غالي الثمن... وأي
تهاون أو إستهتار مع مخك؛ بتسدد ثمنه من صحتك وسلامتك الشخصية.
لذلك في المرة المقبلة التي تستقبل فيها عامك الجديد، إستقبله بجسد جديد
ومخ جديد، عامك الجديد فرصة جديدة لحياة جديدة، ربما يتطلب ذلك منك أن تسامح نفسك
وأن تسامح أخطائك؛ أن تغفر لنفسك أولاً لأنها تستحق ثم تسامح الآخرين وأخطائهم ففي
النهاية كلنا " بني آدم " يخطئ ويصيب.
تعليقات
إرسال تعليق