إنطلاقا من
كثرة ما صادفت وأُصادف من مواضيع مُتعلقة بالحسد طول الوقت؛ حتي كلام الناس علي الفيس بوك لا يخلو من ذِكر الحسد، فكرت إني
أحاول أربُط بين شوية المعلومات اللي إكتسبتها من القراءة في مجال الطاقة وقوانين
الجذب وبين تجارِب ومعتقدات وحواديت بعض الناس فيما يخص الحسد ووصلت
لنتائج تستحق التأمل والتفكير.
*إذا ربطنا
بين علم الطاقة والحسد لتعريف ما هو الحسد ؟
ببساطة
شديدة علم الطاقة بيقول إن الطاقة أساسية في حياتنا فهي تحيطنا من الخارج وتتغلغل
في أجسامنا من الداخل وبالتأكيد سمعت قبل كده كلمة هالة الإنسان اللي هي عبارة عن أجسام
مضيئة تحيط بجسم الإنسان والتي يطلق عليها أيضا مجال طاقة الإنسان وعليه مجال طاقة
الإنسان دي بتؤثر وتتأثر بما حولها من طاقة إيجابية أو سلبية بمعني إنه إذا توجهت
نحوه طاقة سلبية مثل 'طاقة الحسد بتخترق مجال الطاقة ده وتؤثر سلباً علي الإنسان وتظهر علي صورة: مرض، إكتئاب، عدم قدرة علي التركيز، صداع، ......إلخ.
يعني
حرفياً ممكن نظرة "تقصف" إنسان لأنها بتخترقك وتصيبك بالحسد، طب يعني أعمل إيه ؟
خلينا نرد علي ده كمان شوية وهنقول إزاي ممكن نحمي نفسنا من هذا الضرر ونمنع أي حد
إنه يخترق مجال الطاقة الخاص بينا، لكن قبل ما أعملك ضحية للحسد لازم نناقش الأول
كام نقطة مش يمكن أطلعك أنت شخص "حسود" مش محسود !
* "
المُسلم من سلِم الناس من لسانه ويده " صدق رسول الله (ص)
*أولاً:
هل أمِنت شر نفسك؟
هل تأكدت
إنك انسان غير حاسد ؟ هل عندك براهين وأدلة انه لم يتأذى أحد من عينك أو لسانك ؟
ما أدراك ؟
فربما حسدت
شخص ما وتركت المكان وأصابه حسدك وأنت لا تدري وربما أخبرك انه اصابه مكروه ما
وربما لم يخبرك .
ولماذا اذا
اصاب احد ما مكروه اكون انا المتسبب بها ؟
ولماذا
تربط انت اصابتك بمكروه ما بمقابلة شخص ما؟ او اننا نحلل المواقف طبقاً للأهواء!
لمعلوماتك
: كل إنسان علي وجه الأرض يمتلك نفس فاجرة ونفس تقية ولكن لأهمية هذا الموضوع هنخصص
له مقالة أُخرى إن شاء الله، ولذلك فيه إحتمال بنسبة كبيرة إنك تكون تسببت في حسد
لشخص ما دون أن تدري أو لعلك تدري ودي كارثة لوحدها، ولما لا فكل الناس بتشتكي
إنها محسودة فهل هناك شخص واحد بيحسد كل الناس أو إن الحسد متبادل فيوم أنت حاسد
ويوم محسود.
فإذا كنت
ترغب في ألا تتسبب بالأذي لأي شخص "كتر خيرك" فعليك ان تستمع لهذه الآية
"ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله
لا قوة إلا بالله" صدق الله العظيم (سورة الكهف) وردت هذه الآية في شأن رجل
حسد نفسه علي أملاكه ووصفها بالجِنان وخد بالك " حسد نفسه " يعني وارد جداً إن حضرتك
اللي تحسد نفسك فمن المنطقي جداً إنك ممكن تحسد أي حد تاني لانه بالتأكيد مش هيكون
أغلي عليك من نفسك لذلك لا تُبرئ نفسك من الحسد ولازم على قول "ما شاء الله لا
قوة الا بالله" كلما رأيت شيءً أعجبك وإِبتغي بها درء الأذى عن الغير فتؤجر
علي نيتك.
*ثانياً:
ماذا يحدث إذا حاولنا الربط بين قانون الجذب وطاقة الحسد؟
ببساطة
قانون الجذب بيقول إن الشيء ينجذب إليه شبيهه بمعنى إن الطاقة الإيجابية تجذب
إليها طاقة إيجابية ونفس الشيء الطاقة السلبية تنجذب إلي شبيهتها السلبية؛ القانون
ده إذا تم تطبيقه علي ظاهرة الحسد "مش هتنبسط" لأن معناه: إما إن الإنسان المحسود بيتمتع
بطاقة سلبية جذبت إليها طاقة مماثلة "الحسد" أو إن الشخص اللي بإستمرار
بيعتقد إنه محسود هو نفسه حاسد ولذلك بيجذب إليه شبيهه!
والقانون
ده بيؤكد علي نفس محتوي الفقرة السابقة، طبعاً في ناس مصدومة إزاي حولت المحسود
لحاسد؛ إزاي ممكن يكون شخص وقع عليه الظلم "الحسد" يطلع شرير وحاسد كمان!
تعالوا نتفق علي إن النقطة دي بنتكلم فيها عن الشخص اللي بيعتقد إنه دائماً محسود
وكل ضرر يقع عليه سببه حسد؛ من الأخرعنده مرض وسواس قهري من الحسد يعني شخص غير طبيعي.
أولاً: إزاي ممكن المحسود يجلب علي نفسه الحسد ؟
بالإِعتقاد.
بمعني:
الإِعتقاد المستمر في فكرة معينة بتثبتها في عقلك اللا واعي وتحويلها ليقين بيستقر داخل نفسك بتؤمن بيه وتتعامل على أساسه وفكرة إعتقاد الشخص في إنه دائم التعرض للحسد والضرر من عيون الناس تعبر عن سوء ظن بالله لأن النفع والضرر بيد الله وحده وليس البشر، طبعا الحديث القدسي واضح جداً فيما يتعلق بالظن بالله "أنا عند ظن عبدي بي؛ إن ظن خيراً فله وإن ظن شراً فله"، وبذلك بيكون جذب وجلب على نفسه الحسد، ونجد علماء الغرب الذين لا يؤمنون بوجود إله بيستبدلوا فكرة الإله ب"الكون" فيترجموا هذه الفكرة على إن الإنسان لما يفكر بشيء ويؤمن بيه أفكاره بترسل ترددات للكون بالأفكار دي والكون بيستجيب لأفكاره سواء بالسلب أو بالإيجاب،وده نفس معنى الحديث القدسي و بالمناسبة
قانون الجذب ده إتعمل عليه كتب كتيرة وركن أساسي من أركان علم الطاقة وأنا فقط طبقت القانون علي هذه الظاهرة فأنت بدلاً من أن تستخدم قوة عقلك
الباطن في تطوير نفسك؛ إستخدمته في تدمير نفسك وإلحاق الضرر بأُسرتك.
من ناحية
تانية تعالوا نتعرف علي "فوائد" الإعتقاد بفكرة "أنا محسود والعين عليا ونجمي
خفيف" وبالمناسبة لن تجدها الإ عندي:
· جلب الحسود
زي جلب الحبيب كده.
·الضيق
والكآبة والمرض والوسوسة والشك في كل الناس.
· الغرور وده مصيبة مؤكدة، أقولك الغرورهيحصل إزاي؛
إعتقاد الشخص بإنه محسود في كل شيء بإستمرار لو تصادف مع إنسان نفسه ضعيفة هيخلق عنده شعور إنه
أفضل من كل اللي حواليه وبإنه بني آدم مش عادي، ودايما حياته وعيشته واسرته وعمله
أفضل وأحسن وأرقى من أي حد، وعشان كده العين عليه ودايماً محسود؛ شعوره بالعظمة
والكبر وبالتالي الغرور؛ بيوصل للناس بسهولة وبيشعروا بتقليله منهم وبأفضليته
عليهم حتي لو بمجرد نظرة؛ إحساسها بيوصل للغير وبيجرح شعور الآخر جداً وبيولد عنده
إحساس بالغيرة والحقد والكره وبالتالي من الطبيعي جداً إنه يحسدك وكمان هيبقه سعيد
جداً لو لمس نتائج حسده ليك في حياتك وده شعور إنت اللي خلقته بإيدك وإجتهدت فيه
و"صبُرت ونُلت" الحمد لله، وده جانب واحد من فوائد الغرور؛
أما الجانب
الآخر: لو تحققت فيك النبؤة وبقيت متعالي ومغرور قد الدنيا بالتأكيد هتكره فكرة
إنك تشوف أي حد أفضل منك، طبيعي ما أنت الأفضل ولأن الحياة مش هتستمر على هواك
أكيد هتقابل شخص أحسن منك وأنجح منك مما يثير إستياءك وحقدك عليه وغيرتك منه واللي هتحولك لشخص حاسد من غير شك.
*هل معني كلامي إننا
نُنكر الحسد يعني منركزش فيه وبالتالي منتحسدش ولا مفيش حسد أصلاً وإحنا اللي
بنوهم نفسنا.
تعالوا في النقطة دي نتكلم عن
الشخص العادي الطبيعي الذي لا يعاني من فوبيا الحسد واللي بيؤمن بالقضاء خيره وشره
وبإن العين حق ولكن لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا؛ ولكن ممكن يكون تعرض لضرر وأذي هو أو أحد أفراد أسرته ولما ربط الأحداث ببعضها إكتشف إنه إتحسد، حتي في هذا الموقف لا يحق للإنسان أن يُبرىء نفسه لأنه هو من سمح للآخر بإختراقه وحسده،
إزاااااي!

أقولك إزاي: القصة المشهورة و
الواردة عن الحسد في عهد رسول الله (ص) والتي تخُص الحسن والحسين واللي بإيجاز شديد
تُفيد بأنه عندما علِم بقدوم سيدة معروف عنها الحسد؛ وضع حجر مُغطي بدلاً من "الحسن
والحسين" وبعد إنصراف السيدة ورفع الغطاء تبين إنفلاق الحجر نصفين وسواء ثبتت صحة الرواية
المذكورة أو لأ (الله أعلم)، كان الدرس المستفاد من
القصة إن "العين فلقت الحجر"، طب وعملت إيه علشان
تحمي نفسك وأولادك منها ؟!
*ثالثاً: التحصين.
التحصين
بيتفرع منه فروع كتيرة جداً مش هقدر أذكرها كلها ولكن بشكل أساسي
"المعوذتين" ويُمكن أن تزيد عليها الرُقية الشرعية، إبحث عنها هتلاقيها
بسهولة غير أذكار الصباح والمساء فيهم أدعية مهمة جداً جداً بتحميك من أذى الإنس والجن بالإضافة إلى دُعاء الخروج من المنزل.
مهم أوي:
1-
تحصن نفسك
يومياً حتى لو مش هتخرج من البيت.
2-
يُستحب أن تكون علي وضوء.
3-
قراءة
المعوذتين والأدعية تكون عن طريق وضع كفيك علي فمك وبعد الإنتهاء تنفث 3 مرات
وتمرر إيدك علي جسدك أو الشخص اللي بتحصنه.
4- تكون علي يقين من داخلك إن لو
إجتمع أهل الأرض علي أن يضروك بشيء لن يضروك الإ بشيء قد كتبه الله عليك؛ مهم أوي
نيتك الدين الإسلامي كله قائم علي النوايا "إنما الأعمال بالنيات".
*رابعاً: تجنب
لقاء شخص معروف عنه الحسد.
في قصة
الحسن والحسين فيه درس تاني كان مهم أوي؛ الرسول لم يُعرض الحسن والحسين للحسد
ووضع بدلاً منهم حجر؛ يعني ممكن جداً إنك تجنب نفسك وأسرتك اللقاء بشخص معروف عنه الحقد والحسد إذا
أمكن، وإذا كان مُقرب منك وصعب تجنُب لقاؤه فالتحصين واليقين بالله أنه حسبك ووكيلك كفيل إن شاء الله أن يكفيك الشر.
*خامساً: الغِبطة
شيء محمود.
بالطبع
رؤية شخص سعيد، ناجح، غني، مُتفاءل، محظوظ،.... بتُحرك بداخلنا الرغبة في حصولنا
علي صفات مماثلة والرغبة دي ظاهرة صحية جداً وبتدل علي إنك إنسان طبيعي، فمن منا
لا يتمني لنفسه خير رأه في شخص آخر وهو نوع من أنواع الطموح والمنافسة الشريفة ولكن تتمني أن
تمتلك أشياء أو صفات مماثلة يمتلكها شخص آخر دون أن تزول هذه النعم منه؛ هذا هو
معني (الغِبطة) والذي يُفرقها عن الحسد الذي يتمني فيه الإنسان زوال النعم من الغير
وإحتكارها لنفسه "شرير أوي" ولذلك الغِبطة ظاهرة صحية وعلي الأغلب بتكون
نابعة من ضمير الإنسان "النفس التقية" واللي (بتستحرم) أن تُصيب الناس بأي
أذى.
*الخلاصة:
1_ الحسد
طاقة سلبية موجهة لإختراق مجال طاقة شخص آخر.
2_ لا تُبرىء نفسك من الحسد ولا تستثنيها، فربما حسدت شخص آخر وأنت لا تدري، لذلك داوم علي ما شاء الله لا
قوة إلا بالله بنص القرآن.
3_ الإِعتقاد
المفرط بالحسد يجلب عليك المزيد منه من منطلق قانون الجذب.
4_ من حقك
أن تشعر أنك مختلف ومميز ولكن راقب شعورك حتي لا تتحول من شخص مميز إلي شخص مغرور.
5_ المغرور "محسود" لأن تكبره علي الناس يجعلهم حاقدين عليه، و"حاسد "في نفس الوقت لأن تكبره يمنعه
من حب الخير لغيره.
6_ لا
تتهاون في حق نفسك وتُعرضها للإختراق عن طريق التحصين من القرآن والسنة.
7_ اليقين بالله يجب أن يكون مُلازم للتحصين.
8_ الغِبطة
صفة محمودة ولكن يخلط الناس كثيراً بينها وبين الحسد.
*يلا ننقض
المقالة:
*المقالة
طويلة أوي.
_ الحقيقة من وقت مابدأت أُطبق قوانين علم الطاقة علي هذه الظاهرة؛ كنت
بستنتج أفكار بتؤدي لأفكار أخطروحاولت أختصر وأحذف نقط كتير وفي الأخر تبقت هذه
الأفكار، اللي حسيت إن كل نقطة فيهم مهمة.
*المقالة
بيغلب عليها الطابع الديني.
_في
الحقيقة أنا قصدت هذا من البداية لأني لاحظت إن فيه ناس بدأت تنسي الأذكار
والتحصين وتستبدلهم برقم 5 ومسك الخشب والخرزة الزرقاء وما إلي ذلك وده جزء لا
يتجزأ من الشرك بالله لأنها زي الأصنام بالظبط لا تضر ولا تنفع وطبعاً بكده بنستبدل "حاشا لله" حول وقوة الله بحول وقوة أشياء ما أتى الله بها من
سلطان، أما لو إستخدمنا إكسسوارات فيها العيون والخرز الأزرق والأحمر بنية الزينة فقط وارد جداً وشيء عادي لأن الأعمال بالنيات ونواياك هي الشيء اللي هتتحاسب عليه.
في حين في ناس بيستخدموا التسمية مثلاً مع مسك الخشب يعني مثلاً نقول بسم الله
ماشاء الله ونمسك الخشب برضه عشان نبقه حزمنا الموضوع كده ويعني عاملين كل اللي
علينا، والله حضرتك كنا ممكن نمشيها لو وردت في
القرآن لكن معلش؛ نقول النصوص المذكورة بالقرآن لأن نصوص ال "قرآن" هي أفضل تعامل
مع كل موقف بنعيشه.
*المقالة
فيها قسوة علي أي شخص محسود.
يمكن لأني
نفسي أدخل ثقافة محاسبة النفس قبل محاسبة الغير فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين
التوابين لذلك أنا فقط وضحت إزاي الإنسان ممكن يكون مُقصر في حق نفسه أولاً ثم تجده
يشكو من ظُلم الناس، وكل نقطة وضحتها بالأدلة والبراهين وبالطبع أنا واحدة من الناس بيُصيبني الحسد، ولكن بدأت أكون مُدركة إني قصرت وتهاونت وسمحت بمنتهى الأريحية أن يُصيبني الحسد.
الإشتراك في المدونة عن طريق إتباع التعليمات في الصورة:
تعليقات
إرسال تعليق